الجواب الأوروبي لستارلينك الحصول على مساعدة شركة صغيرة من رحوفوت: اشترت شركة الفضاء الفرنسية العملاقة تاليس شركة الأقمار الصناعية الاسرائيلية جيت سات (Get SAT). صرح كبار في تاليس عن الشراء لموقع بريكينج ديفنس، بدون ذكر السعر الذي قاموا بدفعه. تعهدت تاليس بالاستمرار بتشغيل عاملي الشركة الاسرائيلية من رحوفوت ال- 120.
قال آرون بروسنن، رئيس شركة تامبا ميكروويف التابعى لشركة تاليس في مقابلة "تتغير متطلبات السوق بشكل كبير بفضل ايلون ماسك وسبيس اكس". "اليوم، تريد وزارة الدفاع الأمريكية محطة طرفية التي من الممكن أن تتواصل مع كل مسار، كل شبكة، كل تردد- أثناء التنقل".
هل تتحدى أوروبا هيمنة ماسك؟
تبحث تاليس حاليا عن رد أوروبي لمصفوفة الأقمار الصناعية ستارلينك وستارشيلد التابعة لسبيس اكس. ستارلينك هي أكبر مصفوفة أقمار صناعية في التاريخ، حيث يبلغ عددها حوالي 6,000 قمر صناعي يوفرون الانترنت السريع لحوالي 3 مليون مستخدم طرفي بحوالي 100 دولة. في ضوء النجاح التجاري لستارلينك، طلبت وزارة الدفاع الأمريكي من سبيس اكس مصفوفة أقمار صناعية موازية تحمل اسم ستارشيلد- لاحتياجات عسكرية. ستتم إضافة قدرات مثل المراقبة الضوئية واللاسلكية وتتبع الأهداف والإنذار المبكر ضد إطلاق الصواريخ. بما أن الأقمار الصناعية ستارشيلد تعمل كفرقة واحدة منخفضة، فهي توفر المعلومات الاستخباراتية أكثر شمولا وبدقة أفضل من أقمار التجسس "التقليدية"- كما أن تعطيل عملها أكثر صعوبة. لقد تم إطلاق عشرات الأقمار الصناعية ستارشيلد، ومن المتوقع أن ينضم اليها المئات خلال السنوات القادمة.
الا أن أوروبا لا تستطيع الاعتماد على حسن نية ايلون ماسك، لا في مجال الاتصالات ولا في مجال الأمن. عند اندلاع الحرب في أوكرانيا، فتح ماسك خدمة ستارلينك في الدولة، وحتى أنه تبرع بـ- 20,000 محطة طرفية. سمح ستارلينك للجيش ومواطني أوكرانيا استخدام الخدمات الحيوية مثل اتصال الانترنت، مثلا لأغراض الملاحة وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (GPS) في حالة وقوع هجوم سيبراني. لكن في – 2022، رفض ماسك طلب الجيش الاوكراني بفتح الخدمة من أجل مهاجمة شبه جزيرة القرم- وبالتالي أحبط الهجوم بشكل فعلي.
لقد تعلم الاتحاد الأوروبي الدرس، والآن يريد بناء مجموعة أقمار صناعية مستقلة خاصة بهم، والتي سوف يطلق عليها اسم IRIS² (קיצור של Infrastructure for Resilience, Interconnectivity and Security by Satellite). النظام الأوروبي- بتطوير مشترك من قبل الشركات الأوروبية العملاقة مثل تاليس، اريانسبيس، ايربوس ودويتشا تلكوم– سيلبي احتياجات الاتصال والأمن للقارة، وبنفس الوقت يحاول تحدي الهيمنة شبه الكاملة لشركة سبيس اكس في سوق انترنت القمر الصناعي العالمي.
من ارتفاع 500 كم الى 35,000 كم خلال مللي ثانية
كيف يرتبط هذا بشركة صغيرة من رحوبوت؟ اذا، حتى وقت قريب، كانت أقمار الاتصالات والمراقبة عبارة عن أجسام كبيرة وثقيلة و"ثابتة" أحاطت الأرض من مدار ثابت (GEO)، أي من ارتفاع حوالي - 36,000 كم فوق سطح البحر- وكان من الممكن توجيه الهوائي العادي الثابت اليها وميزة ه1ه الأقمار الصناعية بأنه لا تحتاج الى الكثير منها لتوفير تغطية واسعة النطاق. من ناحية أخرى، تم تصميم صفائف الأقمار الصناعية، مثل ستارلينك، ستارشيلك ومستقبلا ال- IRIS²، التي خصصت للطيران في مدار قمر صناعي منخفض (LEO)، على ارتفاع حوالي 550 كم، وتحتاج الى هوائيات الكترونية تستطيع تحديد القمر الصناعي القريب، التكيف معه والتنقل معه للقمر الصناعي التالي- تلقائيا وبوقت قصير. ميزة مصفوفات كهذه في العدد الكبير من الأقمار الصناعية الصغيرة والرخيصة، التي تزود تغطية واسعة بنفس القدر، ودقة أعلى وتكرار (في حال تعطل أحد الأقمار الصناعية، يغطي الآخرون غيابه).
هنا يظهر هوائي ميلي سلينج بلييد (Milli Sling Blade) الذي طورته الشركة الإسرائيلية جيت سات. يتصل الهوائي الالكتروني للمحطة الطرفية بـ- -Ka-band ويمكن ضبطه تلقائيا على أقمار صناعية تتحرك فوقه، سواء بمدار القمر الصناعي المنخفض (LEO)، أو بالمدار الثابت بالنسبة للأرض (GEO)، واستبدال الأقمار الصناعية بال- LEO والأقمار الصناعية في ال- GEO بالمللي ثانية. توفر المحطات الطرفية بإنتاج أزرق- أبيض تغطية أقمار صناعية مثالية، بدون فجوات أو "مواطن خلل" بين المنصات المختلفة (مثلا بين ستارشيلد و-IRIS²) وبين مدارات مختلفة مثل (ستارلينك وأقمار المراقبة الأعلى)، حتى عندما يتم تثبيت المحطة على أدوات موجودة بذاتها بحركة- مثل المركبات، القطارات والسفن.
أصبحت الهوائية الالكترونية خلال السنوات الأخيرة لمنتج شائع نسبيا بسبب التغطية المتنوعة. لميلي سلينج بليد يوجد المزيد من المزايا. مثلا في وضع محاولة حجب الإشارة الواردة من القمر الصناعي، يعرف الهوائي القابل للتعديل "إدارة ظهره" لمصدر الحجب وبهذا تقليل التداخل مع الإشارة. تعرف المحطة الطرفية أيضا تشكيل وإيقاع الموجات الالكترومغناطيسية التي يقوم ببثها، الأمر الذي يسمح بتشفير المعلومات بشكل يتجاوز محاولات التشويش أو التنصت.
تعد مصفوفة IRIS² بتكلفة تقديرية تبلغ 6 مليارات يورو واحدة من أكثر مشاريع الاتصالات الفضائية طموحا في أوروبا. هذا لا يزال لا يقترب لاستثمار سبيس اكس في ستارلينك لكنها محاولة للحصول على موطئ في السوق الآخذ بالتطور بسرعة. سيحدد الوقت ما اذا كانت شركات الفضاء العملاقة في الاتحاد الأوروبي مثل تاليس ودويتشا تلكوم ستنجح في مضاهاة سبيس اكس. لكن هناك أمر واحد مؤكد- في غضون سنوات قليلة من المتوقع أن نرى محطات صناعة أزرق أبيض على البيوت، منشآت بنية تحتية ومركبات في جميع أنحاء القارة.