تعمل شركة "سبيس فارما" (SpacePharma) الإسرائيلية خلال السنة الأخيرة على تطوير مشروع حديث لقمر صناعي صغير مع تطبيق يسمح للعلماء من إسرائيل وجميع أنحاء العالم بإرسال تجارب علمية إلى الفضاء، وذلك من أجل اختبار تأثير انعدام الجاذبية عليها. ويحظى المشروع بدعم وترويج من قبل وكالة الفضاء الإسرائيلية التابعة لوزارة العلوم.
تطور في السنوات الأخيرة في العالم مجال الأدوية المقاومة لظروف الفضاء الخارجي (Exo Medicine)، خاصة في صناعة الأدوية التي تسعى إلى اختبار عقاقير جديدة ولدى وكالات الفضاء التي ترسل رواد فضاء إلى الفضاء. وفي أعقاب ذلك، تحول إرسال التجارب في مجالات البيولوجيا والكيمياء والتكنولوجيا الحيوية إلى الفضاء إلى منتج مطلوب لدى العلماء في الجامعات ومعاهد البحوث أيضًا.
يوفر الفضاء بيئة مثالية لإجراء التجارب. وقد أثبتت التجارب الأولى التي تم إجراؤها في هذا المجال أن ظروف انعدام الجاذبية تشكل بيئة خالية من التأثيرات الخارجية على مواد التجربة، وأنه يتم الحصول على نتيجة التجربة بشكل أسرع مما هو عليه في ظروف المختبر. إلا أن إمكانية وصول علماء من خارج صناعة الفضاء إلى الفضاء غير متاحة، ويرجع ذلك في الأساس إلى الحاجة إلى الانتظار الطويل للوصول إلى البعثات المدنية، والحاجة إلى تحويل المعلومات الواردة من القمر الصناعي عن طريق محطات أرضية، مما يجعل الموضوع معقدًا، مكلفًا وطويلاً. الآن، يقترح مشروع إسرائيلي جديد أقامه يوسي يمين وعيدو فريل بتمويل من وكالة الفضاء الإسرائيلية التابعة لوزارة العلوم، خدمة جديدة من الأقمار الصناعية الصغيرة تلائم احتياجات التجارب، مع خدمة تلقي معلومات من التجربة التي يتم إجراؤها في الفضاء مباشرة إلى الكمبيوتر الشخصي أو إلى الهاتف الذكي للباحث/ة خلال عدد ساعات.
يعمل في المشروع طاقم علمي إلى جانب طاقم تكنولوجي، معظمهم خريجي سلاح الاستخبارات في مجال الأقمار الصناعية، وفيهم مبرمجون تركوا شركات ناجحة. ويصمم الطاقم أقمارًا صناعية صغيرة (Cubesat) بحجم 10x10x30 سم، تلائم تحميل تجارب بمواد كيماوية وبيولوجية مثل البروتينات والبذور. وتصل الأقمار الصناعية إلى الفضاء عن طريق "توصيلة" على صاروخ حامل مع أقمار صناعية أخرى من العالم، حتى تنفصل عنه لتبقى مستقلة في الفضاء لفترة تصل إلى نحو ثلاث سنوات. ومن المقرر أن يتم أول إطلاق للشركة يحتوي على عدد من التجارب التي قد تم طلبها من قبل في بداية عام 2015. وستفحص أحدى التجارب إنتاج هياكل في حدود الكيمياء والبيولوجيا تسمى الجسيمات الشحمية. الهدف، في جزء منه، هو دراسة الإطلاق المتأخر لهذه المواد في الأورام السرطانية، مما يجعل المشروع رائدًا في أبحاث السرطان.
ينضم المشروع إلى توجه عالمي يتسارع زخمه في السنوات الأخيرة لتصغير الأقمار الصناعية، مما يتيح خفض التكاليف وإتاحة المجال أمام وصول جمهور أوسع. وهناك توجه تكنولوجي جديد آخر يجري العمل على تعزيزه في هذا المشروع وهو دخول عالم الشبكة إلى الفضاء بحيث يمكن استلام بيانات عبر تطبيقات بشكل فوري نسبيًا.