إعلانات عن رحلات مأهولة إلى القمر في 2017، وتصريحات حول محطات فضائية خاصة على القمر في 2020 – القمر بالنسبة لصناعة الفضاء الخاصة والعامة أصبح أقرب من أي وقت مضى.
قبل حوالي الشهرين، في 17 كانون الثاني 2017، توفي يوجين سيرنان، آخر انسان مشى على القمر. عندما أغلق سيرنان باب مركبة الهبوط القمرية للمرة الأخيرة، في 14 كانون الأول 1972، قال جملته الشهيرة: "نغادر كما وصلنا، وان شاء الله، سنعود، بسلام وأمل لكامل الجنس البشري".
وبالفعل وبعد 45 عاماً، يبدو أن البشرية ما زالت تحلم بالعودة إلى القمر – اذ يتجدد السباق نحو القمر في هذه الأيام بوابل من التصريحات الدراماتيكية والتسريبات المثيرة.
في 15 شباط، فاجأ رئيس ناسا المؤقت روبرت لايتفوت (لم تعلن حكومة ترامب عن مرشحها الرسمي للمنصب بعد) العالم عندما طالب وكالة الفضاء الأمريكية بدراسة إمكانية ضم رواد فضاء للرحلة التجريبية لمكوك الفضاء الجديد أوريون، والذي من المفترض أن يدور حول القمر في أيلول 2018.
ليس على حساب المريخ
طال عنبار، رئيس مركز بحوث الفضاء في معهد فيشر لدراسة استراتيجيات الجو والفضاء، يعتقد أنه رغم التحدي، فلا توجد مشكلة من حيث المبدأ في الوصول إلى القمر؟ "بالنسبة لناسا لن تكون هذه المرة الأولى"، يقول عنبار. "في الواقع، باستثناء برنامج ميركوري، فإن كل مركبة فضائية جديدة صنعت لتحمل رواد فضاء، قامت بذلك منذ رحلتها الأولى. لذلك فهناك في ناسا من يدعون، وبصدق، بأنه ان كانوا سيطلقون صاروخاً نحو القمر في 2018، فمن الاجدى ان يكون مأهولاً. الصينيون والهنود أيضاً يعملون على برامج مأهولة. الصين نجحت بالفعل في انزال روبوتات على القمر. هم ما زالوا لا يمتلكون منصة قوية بما يكفي لاطلاق مهمة مأهولة، ولكنهم يعملون على LongMarch9، المنافس الصيني لـ SLS (Space Launch System) (منصة الاطلاق الثقيلة التي تطورها ناسا، لحمل مكوك الفضاء اوريون إلى القمر والمريخ – حتى الآن) فمسألة متى يمكن بالضبط رؤية علم الصين على القمر أصبح مرتبطاً بالأولويات الداخلية للصين، وليس بالابتكارات التكنولوجية.
بالنسبة للمريخ، يوضح عنبار بأن القمر لن يأتي على حساب برنامج الفضاء المأهول نحو المريخ – ببساطة لأنه لا يوجد في الواقع برنامج ملموس كهذا حالياً. "عندما دخل أوباما إلى البيت الأبيض الغى برنامج كونستلاشين الذي وضعه بوش، والذي كانت من المفترض ان يعيدنا الى القمر في 2020. رغم قوله بأننا سنصل الى المريخ في وقت ما في المستقبل، لكن الكلام لا يكلف مالاً. حالياً، لن تكون العودة للقمر على حساب المريخ، ولكنني اعتقد بأن السباق نحو المريخ سيحتدم عندما تخرج الصين بخطة ملموسة لإنزال إنسان على المريخ – والولايات المتحدة في عهد الرئيس الحالي، تريد بالتأكيد أن تكون هي السباقة لذلك".