لماذا السفر عندما يمكن الطيران؟ تعمل شركة WeSpace Technologies الإسرائيلية الناشئة على تطوير مركبة هبوط يمكنها إطلاق نفسها بشكل مستقل الى الحفر وقنوات الحمم البركانية على القمر- على أمل تمثيل إسرائيل في برنامج ارتميس. تأسست WeSpace في عام 2019 على يد المحامي يفعات بيبر ويجئال هرئيل، اللذين ترأسا تطوير مركبة الفضاء الإسرائيلية براشيت.
يوضح بيبر: "نحن لا نتظاهر باستبدال المركبات الجوالة ذات العجلات". "على الرغم من أن سطح القمر يمثل حوالي ربع سطح الأرض، وعلى الرغم من مرور أكثر من 50 عاما على هبوط الإنسان على القمر، إلا أن المعلومات المتعلقة به لا تزال نادرة. حتى الآن، تم رسم حوالي 5% فقط من سطح القمر بطريقة ذات معنى. المشكلة هي أن المركبات الجوالة ذات العجلات لا يمكنها الوصول إلى الحُفر وقنوات الحمم البركانية، التي يبلغ عمق بعضها 100 متر. الصخور والحُفر والقنوات- كل هذه أدت بنا إلى استنتاج مفاده أنه من الأفضل التحليق فوق العقبات. على عكس المركبات الفضائية المتدحرجة التي تولد الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية، والتي من المفترض أن تؤدي مهام طويلة، فإن المركبات الفضائية القافزة تطلق نفسها باستخدام الوقود القابل للتحلل. ولكن على مستوى الأداء لا يوجد شيء للمقارنة بين الاثنين. تبلغ السرعة النموذجية للمركبة المتدحرجة حوالي 0.1 متر في الثانية، بينما تطير الوحدة القمرية بعشرات الأمتار في الثانية ، لذا فإن مستوى تغطيتها أكبر بكثير. وقد قطعت المركبة الصينية المتدحرجة التي تعمل على الجانب البعيد من القمر، مسافة 356 مترًا خلال عام من التشغيل، أي ما يقارب متر يوميًا. هذا لا يكفي من أجل رسم خرائط لمناطق شاسعة من القمر، ومعرفة مكان الهبوط ، ومكان استخراج الموارد، وفي النهاية مكان الاستقرار."
"الاستقلال الكامل مطلوب"
في عام 2020، أطلقت ناسا الى المريخ مروحية تحت اسم اينجونيوتي، التي حلقت عام 2021 وأصبحت رسميا أول مركبة طائرة في التاريخ تعمل على كوكب آخر. منذ ذلك الحين، كانت الطائرة بدون طيار المريخية ترافق العربة المتدحرجة المثابرة من الأعلى، وتوجه مشغلي العربة الجوالة إلى اكتشافات مثيرة للاهتمام في جوارها. تعتبر اينجويتي نجاحا كبيرا، ومن المتوقع أن تصبح معيارا في إطلاق المهام إلى المريخ – لكن القمر لا يحتوي حتى على هواء الكوكب الأحمر.
يقول هرئيل: "إن جهاز الهبوط الخاص بنا مشابه في الأداء للطائرات بدون طيار الموجودة على الأرض، باستثناء نظام الدفع، وهو ليس نظام مراوح، يعمل بالطاقة الكهربائية، ولكنه نظام لمحركات صاروخية. وذلك لسبب بسيط هو أن القمر ليس له غلاف جوي تقريبًا. مركبة الهبوط، واسمها "هوبلا"، هي نوع من دلجان- ومن هنا اسمها. نحن نعمل على تطوير عائلة من "الهوبلات" - الصغيرة والمتوسطة والكبيرة - لتلبية مجموعة متنوعة من الاحتياجات التي نحددها في السوق من حيث القدرة الاستيعابية ونطاق الطيران. التحدي الهندسي الرئيسي هو نظام التحكم في الطائرة بدون طيار، والذي نركز عليه حاليًا. مطلوب هنا طيار مستقل تمامًا، لأنه إذا كنا نوجه هوبلا إلى مناطق يصعب الوصول إليها، مثل قنوات الحمم البركانية أو الحفر العميقة حيث توجد خزانات مياه، فلن يكون للسفينة خلال المهمة أي اتصال مع الأرض. سيُطلب من "هوبلا" الطيران بشكل مستقل تمامًا. لمواجهة هذا التحدي، انضم إلينا اثنان من مهندسي الأنظمة ذوي الخبرة، اللذين يقودان أحد مشاريع الاعتراض الرائدة في إسرائيل".

وكالة الفضاء الإسرائيلية تطابق التكنولوجيا الإسرائيلية مع القدرة الأمريكية
بعد الإطلاق الناجح لمهمة أرتميس 1 غير المأهولة العام الماضي، ستُرسل ناسا العام المقبل أربعة رواد فضاء بشريون في رحلة حول القمر في مهمة أرتميس 2. حيث سيتم إطلاق أرتميس 3 في عام 2025، حيث سينتقل اثنان من رواد الفضاء - بما في ذلك أول رائدة فضاء وأول رائد فضاء أسود - إلى مركبة سبيس اكس الفضائية ويهبطون على القمر، وذلك لأول مرة منذ مهمة أبولو 17 في- 1972.
ولكن على عكس برنامج أبولو، تم تصميم برنامج أرتميس لتأسيس وجود بشري دائم في القطب الجنوبي للقمر – أول محطة أبحاث للبشرية في عالم آخر. في كل عام، سيتم إطلاق مهمة أرتميس أخرى، لبناء محطة فضائية دولية في مدار حول القمر، وسيعيش رواد الفضاء من وكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية واليابانية وربما الإسرائيلية على القمر وحوله لفترات أطول وأطول، ويتعلمون الاستفادة من الموارد المحلية مثل الماء والأكسجين والوقود. 24 دولة وقعت بالفعل على اتفاقات أرتميس، التي تشكل إطارا قانونيا لاستيطان القمر بشكل عام وللتعاون الدولي في برنامج أرتميس بشكل خاص– ودولة إسرائيل فيما بينها.
"ماذا يوجد في القمر؟" تسأل بيبر. "يحتوي القمر على مياه جليدية، وهي مهمة جدًا لاستخدامها كوقود للسفن الفضائية وتوجد في الحفر المظللة دائمًا، وهناك معادن ثمينة مثل الألومنيوم والتيتانيوم بتركيزات عالية، وهناك عناصر نادرة ضرورية في مجالات مثل الطب والتكنولوجيا - وهنا على الأرض، تنتج الصين 90% منها. ولكن من أجل الوصول إلى هذه الموارد واستخراجها، يجب معرفة مكانها بالضبط، لذا من الضروري استخدام مركبة جوالة قادرة على التحرك عن طريق الإطلاق. هناك أهمية كبيرة للسرعة التي تغطي بها المهمة التضاريس. ستستغرق العربة الجوالة على العجلات وقتًا طويلاً للعثور على تركيز المغنيسيوم، لذا فإن الأداة الأولى التي تحتاج إلى جمع المعلومات الاستخبارية هي الطائرة بدون طيار. وعلى المدى الطويل، نأمل أن نصبح "جوجل القمر"، المكافئ القمري لـ "جوجل الأرض". بعد أن نقوم بجمع المعلومات، سنقوم ببيعها لمجموعة واسعة من الجهات الفاعلة الخاصة والحكومية. سنفتح القمر للمنافسة بالطريقة التي فتح بها إيلون ماسك سوق الإطلاق. سيوفر برنامج أرتميس مركبات الهبوط على سطح القمر، وسنوفر المسبارين القمريين والمعلومات التي سيجمعونها".
تأمل شركة WeSpace إطلاق نموذج أولي لمركبة "هوبلا" كجزء من مشروع ارتميس، وهي تعمل بالفعل مع وكالة ناسا من خلال وكالة الفضاء الإسرائيلية في وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا.
تقول بيبر:" تلعب وكالة الفضاء الإسرائيلية دورا حاسما في ربط التكنولوجيا الإسرائيلية بالقدرات الأمريكية". "تشكل اتفاقيات أرتميس، التي وقعتها إسرائيل، أساس التعاون بين وكالتي الفضاء، وهي تضع مظلة وطنية للشركات الناشئة الإسرائيلية مثلنا. نحن نرى مشروعنا كمشروع وطني إسرائيلي، ونأمل أن نمثل البلاد بشرف- حتى على سطح القمر."
