يعد البحث والإنتاج الصناعي للمواد في الفضاء الخارجي اتجاهًا متناميًا في العقد الماضي، والآن توشك شركة سبيس فارما ( SpacePharma ) تحت رعاية وكالة الفضاء الإسرائيلية في وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، على تحقيق قفزة مثيرة للإعجاب إلى الأمام، بعد بالتعاون مع عملاق الفضاء الأمريكي، سيرا سبيس ( (Sierra-Space .في إطار هذا التعاون، سيتم دمج أنظمة شركة سبيس فارما المتقدمة في المركبة الفضائية دريم تشيسر التابعة لشركة سيرا سبيس (Sierra-Space) ، التي ستنطلق إلى الفضاء لأول مرة في نهاية شهر مايو/ ايار من هذا العام. من المتوقع أن تخدم هذه الخطوة مجموعة واسعة من الشركات التي ستكون قادرة على إجراء أبحاث في الفضاء عن بعد وإنتاج مواد في الجاذبية الصغرى.
دريم تشيسر هي مركبة فضائية للرحلات المدارية وشبه المدارية. تتمثل ميزتها البارزة في القدرة على الالتحام بشكل مستقل في محطة الفضاء الدولية. لقد أثبت استخدام المحطة الفضائية بالفعل أنه فرصة فريدة للاستفادة من ظروف الجاذبية الصغرى في الفضاء لتعزيز الفهم العلمي للكيمياء والبيولوجيا. يأخذ عصر المركبات الفضائية دريم تشيسر هذه الإمكانية خطوة أخرى إلى الأمام. حيث أن مختبرات سبيس فارما التي يتم التحكم فيها عن بعد بالإضافة إلى قدرة دريم تشيسر على الالتحام بشكل مستقل خارج المحطة الفضائية، دون مشاركة رواد الفضاء، ستسمح بالبحث والإنتاج على نطاق تجاري.
بالإضافة إلى كل ذلك، يسمح تشابه دريم تشيسر مع المكوكات الفضائية التابعة لوكالة ناسا، التي تم إخراجها من الخدمة في عام 2011، بالعودة إلى الأرض والهبوط على مسار مشابه للطائرة، وتتميز هذه الطريقة بالعديد من المزايا الصناعية، مثل الهبوط الناعم والقدرة على الهبوط في مجموعة واسعة من المجالات الفضائية المدارية في جميع أنحاء العالم.
إن تركيب أنظمة سبيس فارما على متن دريم تشيسر سيسمح لعملاء الشركة بالاستفادة من ظروف الجاذبية الصغرى في الفضاء لصالح إنتاج كميات كبيرة من مجموعة واسعة من البوليمرات والجزيئات والمنتجات البيولوجية الفريدة التي تتكون أنسجتها في الفضاء تجلب قيمًا وفضائل فريدة.
عصر الإنتاج الضخم في الفضاء
إن التجارب وإنتاج المواد في الفضاء هي في الواقع صناعة ما زالت في مهدها. من المتوقع أن تساهم هذه الصناعة بشكل كبير في مجالات مختلفة مثل تطوير الأدوية واللقاحات. مثلا، سوف تبدأ سببس فارما قريباً في إنتاج أدوية خاصة لم تكن حتى الآن تُعطى للمرضى إلا عن طريق الحقن الوريدي في المستشفيات، سيتم تحويلها الآن إلى حقن تحت الجلد في منازل المرضى بشكل مستقل. كما ستبدأ سبيس فارما في تركيب البروتينات وإنتاج الأنسجة والعضويات (نسخة مصغرة من عضو حي) بكميات تجارية.
تتخصص شركة سبيس فارما الناشئة في الأبحاث المتعلقة بظروف الجاذبية الصغرى، وقد شقت طريقها من خلال مختبرات مصغرة يتم التحكم فيها عن بعد وسجل مثير للإعجاب من 10 مهام ناجحة في الفضاء. الشركة، التي كانت مدعومة من قبل وكالة الفضاء الإسرائيلية في العقد الماضي، تتجه الآن إلى توسيع أنشطتها من خلال مصانع المستقبل الصغيرة للإنتاج في الفضاء الخارجي بالتعاون مع عملاق الفضاء الأمريكي شركة سييرا- سبيس.
صرح أوري أورون، مدير وكالة الفضاء الإسرائيلية، أن "التعاون بين وكالة الفضاء الإسرائيلية سبيس فارما وسييرا سبيس يعد معلمًا مهمًا لصناعة الفضاء الإسرائيلية ويضعنا في بداية حقبة جديدة من البحث والإنتاج الضخم. يعد التعاون مع شركة سييرا سبيس خطوة مهمة في تطوير قطاع الفضاء الإسرائيلي لصالح البشرية، ويضع دولتنا في طليعة أبحاث الفضاء والابتكار للعقود القادمة.