برنامج أبولو هو أحد أشهر برامج الفضاء، وهو برنامج أطلقته الولايات المتحدة لـ "احتلال القمر". خلال هذا البرنامج هبط البشر على سطح القمر للمرة الأولى في التاريخ. شمل البرنامج مهمات مأهولة وغير مأهولة. في 6 منها مشى رواد الفضاء على سطح القمر، والتقطوا صوراً وجمعوا عينات من التربة. انطلق البرنامج في ستينيات وسبعينات القرن العشرين.
أبولو 11: أول هبوط مأهول على القمر
فحصت المهمات الأولى في البرنامج بالتدريج إمكانية الخروج من المسار حول الكرة الأرضية، والدخول في مسار دوران حول القمر ثم الهبوط على سطحه. في مهمة ابولو 11، وفي تموز 1969، هبطت لأول مرة مركبة فضائية مأهولة على القمر. رائد الفضاء "نيل ارمسترونغ" كان أول إنسان وضع قدمه على سطح القمر، وبعد ذلك انضم إليه "باز الدرين". وقد خلد "أرمسترونغ" هذه اللحظة بجملته الشهيرة "إنها خطوة صغيرة لإنسان، خطوة عظيمة للإنسانية". ترك الطاقم على القمر لوحات كتب عليها "هنا لأول مرة وضع أشخاص من الكرة الأرضية أقدامهم على القمر. تموز 1969 للميلاد. أتينا بسلام، باسم الإنسانية جمعاء."
ابولو 13: الكارثة التي مُنعت بفضل ذكاء رواد الفضاء
تكللت معظم مهمات برنامج ابولو بالنجاح، باستثناء اثنتين. في 1967 توفي ثلاثة رواد فضاء خلال التدريب على إطلاق ابولو 1، والتي كان من المفترض أن تكون المهمة المأهولة الأولى في البرنامج. حدثت الكارثة بسبب حريق شب في حجرة المراقبة في المركبة الفضائية. وفي نيسان 1970، فشلت المهمة أبولو 13 بعد أن انفجر خزان الأكسجين على متن المركبة الفضائية في طريقها إلى القمر. في أعقاب ذلك الغي هبوط المركبة على القمر. وعلى الرغم من أن رواد الفضاء لم يستكملوا مهمتهم الأصلية، إلا أنهم سجلوا لصالحهم انجازاً رائعاً عندما نجحوا، في تلك الظروف القاسية، بإجراء مناورات معقدة والعودة بسلام إلى الكرة الأرضية.
في مهمات ابولو 15 و 16 و17 تجول رواد الفضاء على سطح القمر في "مركبة قمرية" (والمعروفة أيضاً بإسم "لونار روفر") وقد ساعدتهم المركبة في جمع عينات من التربة وإجراء قياسات مختلفة زادت من معرفة الإنسان حول القمر. أما أبولو 17 التي هبطت على القمر في 1972، فقد كانت المهمة المأهولة الأخيرة حتى الآن.
المهمة الأخيرة في برنامج أبولو كانت مشروع أبولو سيوز. في تموز 1975 انطلقت مركبتا ابولو الأمريكية وسيوز الروسية – ثم التقتا والتحمتا بنجاح في الفضاء. أجرى طاقما المركبتين تجارب مشتركة، وتبادلوا الهدايا وتجولوا معاً. وهكذا وصل "السباق نحو الفضاء" إلى نهايته، حيث تنافست خلاله كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لتكون السباقة في تطوير أبحاثها الفضائية. كان "السباق نحو الفضاء" هو من أبرز أسباب إطلاق برنامج أبولو نفسه. وكان مشروع ابولو سيوز هو التعاون الأول بين الدولتين العظميين، ولذلك كانت له قيمة رمزية وأهمية سياسية. حيث رمز إلى نهاية برنامج أبولو، وبداية شراكة دولية مثمرة في مجال الفضاء.